الأربعاء، 3 أبريل 2013

فخامة الشعب الجزائري


عبد المجيد سجال - معسكر - 


إن الحراك الأخير في الجنوب و غيره من مدن الجزائر ، و الذي كان من أجل مطالب مشروعة الكل له الحق بالمطالبة بها و له الحق أن يراها تتحقق في الميدان ، إنما هو ظاهرة صحية إيجابية جدا ، بحيث أثبتت نظرية" لا يضيع حق وراءه طالب "، كما أنها أوضحت للسلطة الحالية و للسلطة المقبلة و أولها الرئيس القادم ، أن عهد السكوت و التصفيق قد ولّى ، و أن أي تقصير منكم سيطيح بكم ولو بعد حين ، هذا ما يعزز الرقابة القبلية التي نحن في أشد الحاجة لها ، و يا حبذ لو تتطور من رقابة الشعب المباشرة عبر التظاهر فقط ، إلى الرقابة بشقيها المباشر و الغير مباشر المتمثل في نواب البرلمان مستقبلا و كذا منظمات المجتمع المدني ، لضمان الغطاء القانوني لأي حراك ما ، 

إلى هنا يبدوا الأمر جليا و واضحا و يدفعنا للتفاؤل الحذر ...

لكن أرى أن هناك أطرافا تسابق الزمن حتى تحدث تغييرا بطريقتها الخاصة الهيكلية المتسرعة في نهج ما يسمى الربيع العربي الذي أثبت أن ما عليه أكثر مما له ، هذه الأطراف ترى أن الرئاسيات المقبلة حتى ولو فاز فيها مرشح حر زكاه الشعب ، فإن ذلك يقضي على أحلامهم في التغيير و في القيام بثورة كاملة متكاملة مباشرة ، لأنه في نظرهم ، الرئاسيات تعد مرحلة جديدة و ليس من حق الشعب أن يحاسب الرئيس دون تجريبه و هذا يؤخر طموح جماعة " لندن " التي لا ينكر أحد سعيها إلى ركوب أي ثورة قادمة بغض النظر هل هذا حق لها أم لا ، لكن فيه نوع من الأنا الذي لطالما سعينا إلى محاربته ، هذا الأمر يدفعني للتساؤل التالي :
إذا صبرنا 14 سنة كاملة من الفساد و سوء التسيير ، لماذا لا نصبر سنة أخرى مع الحفاظ على الرقابة القبلية المتمثلة في جملة المطالب المشروعة ، سنة واحدة و نحاول نحن كشعب و نخب الإلتفاف حول شخصية وطنية و ندعمها و نزكيها و نفرضها بطريقة ديموقراطية ، شخصية توافقية يدعمها الأغلبية و لا ينافسها الأغلبية ، لأن التنافس مرات يقضي على الجميع ، و أقصد هنا التنافس بين دعاة التغيير ، لماذا لا تنبذ الشخصيات الوطنية أنانيتها و تلتف حول مشروع واحد طموح في مواجهة مشروع تجديد أو تلوين الفساد " ؟

لهذا أدعوا فخامة الشعب الجزائري أن يثقوا في أنفسهم و يعلموا أن الرئاسيات المقبلة محطة مهمة في تاريخ الجزائر و أن السباق يبدأ قبل ضربة البداية ، يبدأ من التدريبات و المناورات و التحضير للمشاريع و تسويقها ، و أدعوهم لقطع الطريق أمام من يريد الركوب على مطالبهم أيا كان ، فالجزائر للجميع و تحيا للجميع و ليس لفصيل أو آخر .
~ شعار المرحلة القادمة هو أخرجوا لنا شجعانكم و مشاريعكم و نحن كشعب لنا الخيار و الإختبار ~

0 التعليقات:

إرسال تعليق